0
عمرو مصطفى يتفرج على الناس بقلق

عمرو مصطفى يتفرج على الناس بقلق

عمرو مصطفى

وصف بالـ “فلولي” كونه من مناصري مبارك ومحبيه، بالإضافة إلى كونه من أصحاب نظريات المؤامرة الذين يؤمنون بأن الثورة جاءت بمباركة أميركية صهيونية.
وكانت تصريحاته عن دور الشركات الغربية الكبرى في التأثير على عقول الشباب من خلال الإعلانات التلفزيونية وتضمينها رسائل مبطنة تخاطب اللاوعي وتتسلل اليه لتحرضه على الثورة، مثار سخط وتندر من قبل “ثوار تويتر وفايسبوك”.
هناك حوالى نصف مليون شخص يتابعون صفحته على الفايسبوك، ونسبة كبيرة من هذا الشباب معجب به ومتأثر بأفكاره لدرجة أن البعض ساءهم النقد القاسي والجارح الذي يتعرض له من قبل شباب الثورة، فأنشأوا مجموعة تعرف بـ “ألتراس عمرو مصطفى” للدفاع عنه الكترونياً وتشجيعه على نمط مشجعي فرق كرة القدم.
عمرو ينفي تماماً أن يكون مستفيداً من النظام السابق، فهو يعيش في شقة صغيرة مع زوجته وطفليه الصغيرين، ولا يمتلك ثروات طائلة، ولكنه يؤكد أنها مستورة. ويؤكد انه شاب عصامي صنع نفسه بنفسه، ولم يدعمه في الحياة سوى موهبته، لا يهمه  إن خسر كل الجمهور مقابل أن يعبر عن أفكاره بحرية، ولم ينافق أو يتحول، فهو ثابت على مواقفه قبل وبعد الثورة.
يرفض أن يوصف بالإنتهازي أو المنتفع من النظام القديم، فالأعمال التي كان ينجزها للدولة قبل رحيل النظام، من أغان وأوبريتات في المناسبات والأعياد الوطنية يؤكد أنها كلها كانت من دون أجر، ولم يأخذ قرشاً مقابل إنجازها.
وعندما تسأله لماذا إذن تقف ضد التيار وتعادي الثورة والثوار؟ يجيب: أنا لم أعاد الثورة في البداية، التغيير مطلوب وأنا قلت بأنني معه، لكنني كنت مثل قطاع كبير من المصريين مع أن ينهي مبارك مدته ويرحل بكرامته، لأنني كنت أخشى على البلد من الفوضى، ومن الجماعات المتطرفة أن تنفلت إذا غاب مبارك، وحصل  ما توقعته.
ويكمل كما أنني ضد محاكمته وإهانته في آخر عمره، ربما لو صفحنا عما مضى، واكتفينا بالتغيير الذي حصل، لما كانت هناك ثورة مضادة، ولحصل الإنتقال بشكل أكثر سلاسة. ودون أن ندخل في هذا النفق المظلم. ربما كنت محقاً أو مخطئاً في رأيي هذا، ولكن ديكتاتورية الثوار واتهامهم لأي شخص ينظر الى مصلحة مصر بشكل مغاير على أنه خائن للثورة، هو ما استفزني واستعداني وزاد في عنادي فقمت باستفزازهم، من يعرفني عن قرب يعرف بأنني أحب مصر كثيراً، ووطني جداً، تمنيت من الثوار محاورتي ومحاولة تغيير رأيي وإستمالتي الى جانبهم، لكن سخريتهم، وعجرفتهم، وتهجمهم الوقح ضد كل من يختلف معهم زاد الهوة بيني وبينهم، وهو ما حصل مع جموع الأغلبية الصامتة، الذين أهينوا من قبل الثوار عندما تم إطلاق لقب “حزب الكنبة” عليهم.
ويضيف متسائلاً: في غياب الرؤية والقيادة ماذا كانوا يتوقعون من عموم الشعب المصري البسيط؟ هؤلاء الملايين صامتون لأنهم ضاعوا وتشتتوا من كثرة الكلام والرغي على الفضائيات، تعبنا من كثرة الكلام، 9 أشهر مضت ونحن لا نسمع سوى كلام فارغ. لذا عندما شاهدت كلام أغنية “بتفرج على الناس” كـ status على صفحة الفيسبوك للشاعر بهاء الدين محمد أعجبتني كثيراً، فاستأذنته في تلحينها ووافق، لم تكن هذه الأغنية مقصودة بالمناسبة، هو عبّر عمّا يجول بداخله بعفوية على صفحته، وأنا تلقفت كلامه وعبرت عما يجول بداخلي بموسيقاي وصوتي، ومن هنا بدأنا مشروعاً مشتركاً، حيث قررنا أن نطلق كل أسبوع أغنية تعبر عن الحال في الشارع، وعما يختلج في قلوب الناس التي لا صوت لها، ولا يستضيفها أحد لتتحدث على الفضائيات.
هل قصدت أن تنتقد جميع الأسماء التي ظهرت في الغرافيك الذي إستخدم مع الأغنية التي طرحتها على اليوتيوب؟
يجيب موضحاً:  لا، هم مجموعة من الشباب الذين يطلقون على أنفسهم إسم “التراس عمرو مصطفى” من قاموا بعمل الغرافيك، وهم إختاروا الأسماء التي تمثل مذيعي الفضائيات، والنشطاء، والسياسيين الذين لمع نجمهم بعد الثورة. وأنا أتفق معهم في معظم الأسماء التي ظهرت في الفيديو.
عندما نسأله كيف تنظر الى مستقبل مصر، أشعر بأنه محتار وقلق، يردد سؤالي، ولايجد إجابة.
أسأله عن أحداث ماسبيرو وقراءته لها فيقول “أشعر بيد خفية تعبث بأمن مصر، ولا أعتقد أن الأقباط يمكن أن يستهدفوا الجيش”.
لكنه يقف حائراً امام العنف الذي مورس في الشارع ضدهم من قبل الجيش، فهو يثق بهذه المؤسسة ويأبى أن يصدق أنها تقصدت إيذاء المواطنين بهذا الشكل. ويعتقد أنها المؤسسة الوحيدة الباقية والمتماسكة حتى الآن وأن انهيارها يعني انهيار مصر. ويؤيد قدوم رئيس عسكري قوي لمصر في هذه المرحلة.
نسأله إذا كان قد جرب أن يجتمع ببعض الشباب من ثوار التحرير، ويستمع الى وجهة نظرهم عن قرب، يردّ بالقول: “لا أمانع في الجلوس معهم والحديث اليهم إن أرادوا، لكن لم يحاول أي منهم أن يتصل أو يجتمع بي، والمؤسف أن شبابا يطالب بتغيير مصر الى الأفضل، يقدم على ممارسات من نوع نشر أرقام هواتف من يختلفون معهم شخصياً على النت، مخترقين الخصوصية، ليتصل أكبر عدد منهم أو يرسل رسائل نصية مهينة، في حملات إرهاب فكري منظمة، هل هذه هي أخلاق جيل الثورة؟ هل هذا هو مفهومهم للديمقراطية وحرية الرأي، والحق بالإختلاف. أعتقد أن عليهم أن يبدأوا بتغيير أنفسهم قبل أن يطالبوا بتغيير البلد”.
وبالعودة الى أغنية بتفرج على الناس كلمات بهاء الدين محمد، الحان وغناء عمرو مصطفى،يقول فيها:
وبتفرج ع الناس اللي ليل ونهار بتتكلم
كلام عادي كلام فاضي و ده قاضي و ده معلم
ولا بيفيد ولا بيضيف
وشكل الضيف يا ريته نضيف
ومصر يا عيني مجروحة ومدبوحة وبتتألم
ناس كتير مالهاش لزوم قلبهم مخزن سموم
واجعين دماغنا كل يوم والثورة عملتهم نجووووووووووم
هي أغنية جميلة، وحتى من يختلفون معه لم ينكروا أنها أصابت وتراً حساساً، فالناس فعلاً ملت وشبعت من الوجوه ذاتها تكرر كل يوم الكلام ذاته، على الفضائيات ذاتها دون نتيجة. ومصر تغرق شيئاً فشيئاً في الفوضى.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
تعريب وتطوير مدونة محمد سيد نجم بدهل امبراطور سمسطا
ملوك كايرو © 2010 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger